لايُعرف الإسم الحقيقي لجوزفين ( بخيتة) ولا حتى تاريخ ميلادها ولكن هناك تخمينات أنها ولدت في دارفور في قرية تدعى اولجوسا عام 1869
عندما كانت بخيتة طفلة صغيرة هاجم تجار العبيد قريتها و تمكنوا من خطف اختها فقد كان السودان حينها سوقاً نشطاً لعمليات خطف السود و تحويلهم لعبيد ...في ذلك الوقت كان السودان خاضعاً للسيطرة البريطانية المصرية في عام 1865 منعت تجارة العبيد إلا أن الحكومة كانت تغض النظر عن ملاحقة مزاوليها
بدورها تعرضت بخيتة لذات مصير شقيقتها وهي بعمر التاسعة حيث خطفت و سقيت للعبودية وقد دونت في مذكراتها بأن خاطفيها قاموا ببيعها مرات عديدة في أسواق الأبيض و اسواق الخرطوم ...و تعزو نسيانها لإسمها الحقيقي لما تعرّضت له من عذاب و ترهيب وكان ( بخيتة ) الإسم الذي أطلقه عليها مالكوها
في النهاية كانت بخيتة عبدة لجنرال عثماني وقد قرر الأخير بيع جميع عبيده قبل مغادرته السودان ...فإشتراها كاليستو ليجاني الذي يشغل مركز القنصل الإيطالي في الخرطوم وكان القنصل و عائلته يعاملونها معاملة حسنة مقارنة مع ما عاشته سابقاً فكتبت عن تلك المرحلة بأن سيدها الجديد كان رجلاً طيباً فلم يكن يعرّضها للضرب أو الشتائم....بشكل عام خلفت فترة العبودية في جسد بخيتة 144 ندبة رافقتها حتى مماتها
عام 1885 إندلعت ثورة المهدي في السودان فإضطر القنصل الإيطالي مغادرة السودان فعاد بحراً مع أسرته وعائلة الميشيلي وبخيتة ...فتوجهت مع اسرة الميشيلي وهناك عُهد إليها مهمة الإعتناء بطفلة العائلة
بعد ذلك إمتلك السيد ميشيلي فندقاً كبيراً فرغبت زوجته الإنضمام لزوجها لمساعدته في إدارة الفندق ...فقبلت راهبات من فينيسيا طلب آل ميشيلي بإستقبال بخيتة في بيتهن لفترة من الزمن
هناك آمنت بالمسيحية وعندما طلبت إليها سيدتها العودة الى السودان رفضت و قررت البقاء مع الراهبات ...حيث لم يكن أحد يستطيع إرغامها على العودة بما أنها تقيم في إيطاليا وبالتالي لم تكن تعتبر عبدة حسب القانون الإيطالي الذي لا يعترف بالعبودية
بعد عدّة أشهر تلقت سر العماذ لتصبح مسيحية بشكل رسمي عام 1890 وأعطي لها إسم جوزفين و كرّست حياتها بالكامل للخدمة الكنسية وذلك في مؤسسة القديسة المجدلية ( بنات الرحمة والإحسان)
عام 1902 إنتقلت الى شيو حيث قضت هناك أكثر من خمسين سنة من الخدمة في بيت الراهبات وكانت محبوبة في تلك المنطقة فكان الجميع يناديها( الام السوداء الصغيرة) في شيخوختها أبتليت بمرض وفارقت الحياة في 8 شباط 1947
بتأريخ السابع عشر من آيار عام 1992 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني جوزفين بخيتة كطوباوية
و أعلنها قديسة وفقاً للتقليد الكاثوليكي في الأول من أكتوبر سنة 2000 تقديراً لسيرتها و للتضحيات التي قدمتها خلال حياتها
يُعّيد لها في 8 شباط من كل عام
لست أنا الذي يحيى بل المسيح يحيا فيّ