كثيرون يقدمون أعذاراً يغطون بها خطاياهم حتى لا يلاموا، ويغطون بها تقصيراتهم في عمل الخير..
إنه خطأ قديم يرجع إلى أبوينا آدم وحواء! حواء اعتذرت بان الحية أغرتها وكان يمكن ألا تطيع الحية، فالعذر غير مقبول تماما مثل عذر آدم بأن المرآة اعطته وكان في إمكانه ألا يسمع لها..
حقاً.. ما أصدق عبارة: إن طريق جهنم مغروس بالأعذار!
حتى الذي دفن وزنته في التراب قدم لفعلته هذه عذرا هو أقبح من الذنب نفسه، فقال إن سيده ظالم يحصد من حيث لا يزرع!!
وما أكثر الذين يعتذرون عن عدم الصلاة بأن ليس لديهم وقت! بينما يجدون وقتا للتسليات العديدة وللمقابلات، والحقيقة انه ليست لديهم رغبة..!
وغالبية الذين لا يقدمون عشورهم للرب يقدمون بدلاً منها أعذاراً بأن ليس لهم، بينما الأرملة التي دفعت الفلسين من أعوازها لم تقدم عذر. وكذلك أرملة صرفة صيدا التي قدمت زيتها ودقيقها لإيليا النبي في أيام المجاعة وهى في مسيس الحاجة..
إن داود الطفل الصغير كانت أمامه أعذاراً كثيرة يمكنه أن يقدمها لو أنه لم يشأ مقاتلة جليات..!
انه لم يكن جنديا ولم يطالبه أحد بهذا الأمر، وكان صغير السن وقد سكت الكبار، وكان جليات جباراً ليس من السهل مصارعته.. الخ، ولكن غيرة داود المتقدة لم تسمح بتقديم عذر..
واللص اليمين كانت أمامه أعذار ضد الإيمان لم يستخدمها!
كيف يؤمن باله يراه مصلوبا؟ ويبدو عاجزا عن تخليص نفسه، وترن في أذنيه تحقيرات الناس له وتحدياتهم.. ومع ذلك لم يسمح اللص لنفسه أن يعتذر عن الإيمان..
إن الخوف لم يكن عذرا يقدمه دانيال أمام جب الأسود، ولا عذرا يقدمه الثلاثة فتية أمام أتون النار..
ولا محبة الابن الوحيد أمكنها أن تقف عذرا أمام إبراهيم حينما أمره الله أن يقدم هذا الابن محرقة وقد كان ابن الموعد الذي ولد له بعد عشرات السنوات!!
وأصحاب المفلوج كانت أمامهم أعذار لو أنهم أرادوا (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. ولكنهم لم يعترفوا بالعقبات وصعدوا إلى السقف ونقبوه وانزلوا المفلوج بالحبال.
إن الذي ينتصر على العقبات فلا يعتذر بها، إنما يدل على صدق نيته في الداخل..
أما ضعيف الهزيمة أو ضعيف النية، فيذكرنا بقول الكتاب: "قال الكسلان: الأسد في الطريق"!