أحياناً يوجد غضب مقدس من أجل الله، ولكنه لا يتصف بالعصبية وفقدان الأعصاب، إنما هو غيرة مقدسة.
أما الغضب البشرى فيقول عنه يعقوب الرسول".. لأنه غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20).
وما أكثر أقوال الآباء القديسين في ذم الغضب.
قال ماراوغريس "صلاة الغضوب هى بخور نجس مرذول، وقربان الغضوب ذبيحة غير مقبولة". وقال أيضاً "أن الغضب هو حركة للجنون.. يجعل النفس مثل الوحوش.. عينا الغضوب شريرتان مملوءتان دم. أما وجه الوديع فهو بهي، وعيناه تنظران بحشمة"..
وكان الأنبا اغاثون يقول: لو لن الغضوب أقام أمواتاً، فما هو مقبول عند الله، ولن يقبل إليه أحد من الناس.
قال شيخ: إن الذي يخاصمه أخوه ولا يحزن قلبه، فقد تشبه بالملائكة. فإن خاصمه هو أيضاً، ثم رجع لساعته فصالحه، فهذا هو عمل المجاهدين. أما الذي يحزن أخوته، ويحزن منهم، ويمسك الحقد في قلبه، فهذا مطيع للشيطان، مخالف لله، ولا يغفر له الله ذنوبه إذا لم يغفر هو لأخوته..
وقال مار إفرام السريانى: السخوط يقتل نفسه. وهو غريب من الملامة وعادم الصحة، لان جسمه يذوب كل حين، ونفسه مغمومة، وهو ممقوت من الكل.
وقال مار افرام أيضاً: من يخفى في قلبه حقدا، يضاهى من يربى في حِجرة حية (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). الدخان يطرد النحل، والحقد يطرد المعرفة من القلب.
وقال أنبا اشعياء: الغضب هو أنك تريد أن تقيم هواك وتغلب بالمقاومة، وما قطعت هواك الاتضاع.
وقال القديس اغسطينوس: ما هو الغضب؟ إنه شهوة الانتقام..
وان كان الله على الرغم من إساءاتنا، إلا أنه لا يشاء أن ينتقم لنفسه منا، فهل نطلب نحن أن ننتقم لأنفسنا، ونحن نخطئ في كل يوم إلى الله؟!
وقال القديس اغريغوريوس اسقف نيصص: إن الغضب يجعل المرارة السوداء تنتشر في الجسد كله..
وقال القديس يوحنا الأسيوطي: سلاح الغضب يؤذى صاحبه.. الغضب في القلب مثل السوس في الخشب.
وإن رجعنا إلى الكتاب المقدس، نجده يقول "لا تسرع إلى الغضب، لان الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9)، ويقول أيضاً "لا تستصحب غضوبا، ومع رجل ساخط لا تجيء.." (ام22: 24).