جاء في إرميا 35 :2 أن الرب أمر إرميا بأن يذهب إِلَى بَيْتِ الرَّكَابِيِّينَ وَيسْقِهِمْ خَمْراً
» 1الْكَلِمَةُ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ فِي أَيَّامِ يَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلَةً: 2«اِذْهَبْ إِلَى بَيْتِ الرَّكَابِيِّينَ وَكَلِّمْهُمْ، وَادْخُلْ بِهِمْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى أَحَدِ الْمَخَادِعِ وَاسْقِهِمْ خَمْرًا «.
وهذا يناقض أوامر الرب في شريعة النذير بعدم شرب الخمر، كما جاء في لوقا 1 :15».
» 15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.«.
الرد
الحقيقه الاعداد لا تحمل امر بكسر الشريعه ولكن الرب يستخدم ارميا في ضرب مثال مهم لشعب اسرائيل عن طريق تجربة الركابيين واظهار طاعتهم لوصية ابيهم فيمدحهم الرب علي هذا
بمعني الرب قال لا تقتل ولكنه طلب من ابراهيم ان يقدم ابنه وحيده اسحاق محرقه فهذا يعني اي يقتل ابنه ولكن الرب عندما اطاع ابراهيم كلام الرب الرب مدحه علي طاعته ولم يسمح له بان يقتل ابنه, اي اظهار طاعه ومدحها
فالرب يريد استغلال واظهار طاعة الركابيين لوصية ابيهم ليمدحهم ويوبخ شعبه اسرائيل علي عدم طاعتهم لوصيته
ومن يقراء الاعداد كامله يتاكد من ذلك
سفر ارميا 35
35: 1 الكلمة التي صارت الى ارميا من قبل الرب في ايام يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا قائلة
35: 2 اذهب الى بيت الركابيين و كلمهم و ادخل بهم الى بيت الرب الى احد المخادع و اسقهم خمرا
35: 3 فاخذت يازنيا بن ارميا بن حبصينيا و اخوته و كل بنيه و كل بيت الركابيين
35: 4 و دخلت بهم الى بيت الرب الى مخدع بني حانان بن يجدليا رجل الله الذي بجانب مخدع الرؤساء الذي فوق مخدع معسيا بن شلوم حارس الباب
35: 5 و جعلت امام بني الركابيين طاسات ملانة خمرا و اقداحا و قلت لهم اشربوا خمرا
35: 6 فقالوا لا نشرب خمرا لان يوناداب بن ركاب ابانا اوصانا قائلا لا تشربوا خمرا انتم و لا بنوكم الى الابد
35: 7 و لا تبنوا بيتا و لا تزرعوا زرعا و لا تغرسوا كرما و لا تكن لكم بل اسكنوا في الخيام كل ايامكم لكي تحيوا اياما كثيرة على وجه الارض التي انتم متغربون فيها
35: 8 فسمعنا لصوت يوناداب بن ركاب ابينا في كل ما اوصانا به ان لا نشرب خمرا كل ايامنا نحن و نساؤنا و بنونا و بناتنا
35: 9 و ان لا نبني بيوتا لسكنانا و ان لا يكون لنا كرم و لا حقل و لا زرع
35: 10 فسكنا في الخيام و سمعنا و عملنا حسب كل ما اوصانا به يوناداب ابونا
35: 11 و لكن كان لما صعد نبوخذراصر ملك بابل الى الارض اننا قلنا هلم فندخل الى اورشليم من وجه جيش الكلدانيين و من وجه جيش الاراميين فسكنا في اورشليم
35: 12 ثم صارت كلمة الرب الى ارميا قائلة
35: 13 هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل اذهب و قل لرجال يهوذا و سكان اورشليم اما تقبلون تاديبا لتسمعوا كلامي يقول الرب
35: 14 قد اقيم كلام يوناداب بن ركاب الذي اوصى بنيه ان لا يشربوا خمرا فلم يشربوا الى هذا اليوم لانهم سمعوا وصية ابيهم و انا قد كلمتكم مبكرا و مكلما و لم تسمعوا لي
35: 15 و قد ارسلت اليكم كل عبيدي الانبياء مبكرا و مرسلا قائلا ارجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة و اصلحوا اعمالكم و لا تذهبوا وراء الهة اخرى لتعبدوها فتسكنوا في الارض التي اعطيتكم و ابائكم فلم تميلوا اذنكم و لا سمعتم لي
35: 16 لان بني يوناداب بن ركاب قد اقاموا وصية ابيهم التي اوصاهم بها اما هذا الشعب فلم يسمع لي
35: 17 لذلك هكذا قال الرب اله الجنود اله اسرائيل هانذا اجلب على يهوذا و على كل سكان اورشليم كل الشر الذي تكلمت به عليهم لاني كلمتهم فلم يسمعوا و دعوتهم فلم يجيبوا
35: 18 و قال ارميا لبيت الركابيين هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل من اجل انكم سمعتم لوصية يوناداب ابيكم و حفظتم كل وصاياه و عملتم حسب كل ما اوصاكم به
35: 19 لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل لا ينقطع ليوناداب بن ركاب انسان يقف امامي كل الايام
إستخدم الله كل وسيلة في محاولته دعوة الشعب للتوبة. فكان هناك كلام للتخويف من أثار الخطية وكان هناك وعود لو تابوا. ولكن هنا نجد وسيلة أخرى. محاولة من الله لتجعلهم يخجلون من عدم طاعتهم لله. ومثال لذلك بيت الركابيين الذين أطاعوا وصية جدهم الذي لم يروه ومقارنتهم بالشعب العاصى لله بالرغم من كل إحساناته عليهم مع ملاحظة ان الركابيين كما قال ابونا انطونيوس كانوا قينيين وكانوا ينتسبون للمديانيين وكان يثرون حمو موسى منهم (قض11:4) وقد وقف حابر القينى وزوجته ياعيل بجانب إسرائيل في حربهم مع الكنعانيين بزعامة سيسرا هذا الذي قتلته ياعيل حينما لجأ لخيمتها وفي (1أى55:2) نجد الركابيين معدودين من شعب يهوذا. ونجد يوناداب بن ركاب المشار إليه هنا في (2مل15:10) وكان رَجُلاً معروفاً كرجل مكرس للعبادة كارهاً الوثنية محباً للرب وهو صاحب الوصية التي إلتزم بها الركابيين مع أن هذه الأحداث حدثت في أواخر أيام يهوياقيم حين جاء جيش بابل على يهوذا أي بعد يوناداب بـ 300 سنة وكان يوناداب هذا عظيماً في أيامه حتى أن الملك أركبهُ معهُ في عربته الملكية ليظهر للشعب أن ملكهم ملك صالح فهو يُركب معه هذا الإنسان الورع الحكيم. ويوناداب طلب من أولاده وصايا بروح مسيحية وهي (1) لا يشربوا خمراً = أي يتركوا الأفراح العالمية ليفرحوا بالرب يبحثون وينشدون الفرح السماوى وليس فقط لا يشربوا خمراً بل حتى لا يزرعوا كروماً أي الإمتناع عن كل المحاولات للفرح العالمى. (2) يسكنوا خيام = أي الإحساس بالغربة كما نصلى في القداس قائلين "ونحن الغرباء في هذا العالم" ولا تبنوا بيتاً = حتى لا يكون لكم في الأرض ما تتعلق به قلوبكم بل شهوتكم للسماء وكنزكم هناك أيضاً وما ضاعف من خطية يهوذا أن الركابيين سمعوا كلام أبيهم وهو إنسان مثلهم. واليهود عصوا الله الأبدى الذي لهُ عليهم سلطة مطلقة كأب لأرواحهم. ويوناداب هذا مات ولكن الله حى للأبد ويرى أعمالهم. ويوناداب لم يُرسل لأولاده أنبياء يذكرهم بما أوصاهم بهِ مثلما فعل الله ومازال يفعل ويوناداب لم يترك أرضاً ولا خيرات لأولاده أما الله فأعطاهم أرضاً تفيض لبناً وعسلاً وهو قادر أن يبقيها لهم إن حافظوا على العهد والله لم يربط شعبه بوصايا صعبة كما فعل يوناداب. ومع كل هذا فأوامر يوناداب أطاعها أولاده واوامر الله لم يطعها شعبه. لذلك بارك الله شعب الركابيين بل وعدهم بأقصى بركة وأعظم بركة أنهم لن يعدمون من يقف أمام الرب دائماً.
امر اخر مهم جدا في هذا الامر وهو من قال ان الركابيين كانوا في نذر ؟
فشريعة النذير هي امر مختلف تماما ونقراءها في
سفر العدد 6
2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ، لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ،
3 فَعَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ، وَلاَ يَشْرَبْ خَلَّ الْخَمْرِ وَلاَ خَلَّ الْمُسْكِرِ، وَلاَ يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ الْعِنَبِ، وَلاَ يَأْكُلْ عِنَبًا رَطْبًا وَلاَ يَابِسًا.
4 كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ لاَ يَأْكُلْ مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ الْخَمْرِ مِنَ الْعَجَمِ حَتَّى الْقِشْرِ.
5 كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِ افْتِرَازِهِ لاَ يَمُرُّ مُوسَى عَلَى رَأْسِهِ. إِلَى كَمَالِ الأَيَّامِ الَّتِي انْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ يَكُونُ مُقَدَّسًا، وَيُرَبِّي خُصَلَ شَعْرِ رَأْسِهِ.
6 كُلَّ أَيَّامِ انْتِذَارِهِ لِلرَّبِّ لاَ يَأْتِي إِلَى جَسَدِ مَيْتٍ.
7 أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَأَخُوهُ وَأُخْتُهُ لاَ يَتَنَجَّسْ مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَ مَوْتِهِمْ، لأَنَّ انْتِذَارَ إِلهِهِ عَلَى رَأْسِهِ.
8 إِنَّهُ كُلَّ أَيَّامِ انْتِذَارِهِ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ.
فالركابيين لم يكونوا في نذر ولكن فقط اطاعوا وصية ابيهم فيما طلب منهم ان لا يشربوا خمر ولا يسكنوا البيوت
وهم تمسكوا بوصية ابيهم ولكنهم خالفوها جزئيا في وقت الضيقه قبل الحصار تركوا خيامهم وجاوا الي اورشليم وسكنوا بيوت فقط بسبب هجمات المؤابيين والعمونيين علي الحقول والقري ولكن هم لم يكونوا في شريعة النذر
والرب يعرف مسبقا انهم سيتمسكوا بوصية جدهم في امر عدم شرب الخمر فسيمدحهم علي ذلك بامره لارميا بان يختبرهم
واخير وعد الرب الذي تحقق
من تفسير ابونا تادرس
مما تجدر الاشارة إليه أن الدكتور ولف Dr. Wolff، أحد المبشرين المتجولين، التقى بقبيلة في بلاد العرب اعترفت بأنها تتصل بالركابيين، وقرأت إليه كلمات إرميا هذه من الكتاب المقدس باللغة العربية. وأن السنيور بيروتي Signor Pierotti التقى بقبيلة قرب الطرف الجنوبي الشرقي للبحر الميت صرحت أيضًا بأنها تتصل بالركابيين، وقرأت هذه الكلمات.
في وسط الضيقة لا ينسى الله البقية الباقية القليلة الأمينة، فإنه يرد لهم أمانتهم بوعود إلهية أمينة وسخية.
ليتنا ندرك دائمًا أن لله بقية أمينة في كل جيل. ففي وسط أحداث السبي المرّة كان الله مشغولاً بمكافأة بني ركاب الأمناء. وحينما رفضته كل أورشليم وُجد له موضع راحة في بيت لعازر ومريم ومرثا في قرية عنيا (العناء) الصغيرة والمجهولة. لم ينشغل الله بكل قيادات المدينة العظمى أورشليم المقاومة له، إنما انشغل بحب أسرة مجهولة في قرية صغيرة!
في الوقت الذي كان فيه العالم كله شريرًا يستحق الإبادة، لم ينسَ الله نوحًا وبنيه ونساء بنيه. لم ينسَ ثمانية أشخاص وسط جمهور البشرية في ذلك الحين.
وعندما استحقت سدوم وعمورة نارًا وكبريتًا للحرق أرسل الله ملاكين لإنقاذ لوط وبنتيه.
وفي سفر حزقيال كثيرًا ما يذَّكر الله نبيَّه أن له بقية باقية أمينة.
الله له شهود أمناء في كل عصر.