كنت حفنة من التراب مداسة بالاقدام من يلمسنى يغسل يديه اذ تصيران متسختين
فامسك بى قخارى ووضع على ماء وصار يعجنى فخرجت منى صرخة الم
لماذا تعجنى بهذا العنف...؟؟ ماذا فعلت لك...؟؟ اتركنى....اتركنى
نظر الى الفخارى وقال : ....ليس بعد
وضعنى فى دولاب الفخار وصار يحركه بقوة شعرت كان الارض كلها تدور حولى
وشعرت بدوار شديد فصرخت.......كفى ..كفى....ارحمنى
نظر الى وقال :........... .ليس بعد
وضعنى فى فرن شديد الحرارة فصرخت من شده الحرارة ...لماذا تحرقنى بالنار ؟؟
افتح لى باب الفرن ....كفى.....كفى
بعد فترة فتح لى باب الفرن ونظر لى وقال :.......ليس بعد
امسك بفرشاة ليرسم لى اشكالا جميلة لكن رائحة الالوان كانت صعبة جداا
فصرخت انى لا احتمل رائحة الالوان ...كفى .......كفى
نظر الى وقال : ....ليس بعد
ووضعنى فى فرن اخر ذات حرارة مضاعفة ليثبت الالوان
واخيرا وضعنى على الرف حتى ابرد....وبعد قليل قدم لى مراه وقال لى :-0
" يا حفنة التراب المتالمة......انظرى "
دهشت حين رايت نفسى فى هذا الجمال الباهر........اننى لست انا
اننى لست حفنة التراب المداسة بالاقدام ......هذا ما فعلته بى مدرسة الالم
.عزيزى
مبارك هو اتون النار الذى نكون فيه مع الله ومبارك هو جب الاسود الذى نتمتع فيه بخلاصه
ان الشجر الذى يتعرض للزوابع والعواصف هو اقوى واكثر ثباتا فى الارض
من الذى ينمو بعيدا عن شدة الرياح لذلك لا نزرع الاشجار الا فى امشير شهر العواصف
وهكذا نحن كلما تعرضنا لعواصف التجارب وزوابع الالام نزداد ثباتا فى الله
ان الرياح تهز شجرة خروع ضعيفة لكنها لا تزعزع السنديانة او البلوطة
فكن قويا ثابتا فى الرب مهما كانت شدة العواصف
كما ان اوتار الالات الموسيقية لا تخرج اعذب الانغام الا اذا شدت جيدا اما اذا ارتخت فلا تكون الحانها عذبة
وكما ان الخزاف يضع اوعيته فى النار وليس بما فوق الحد اللازم لثلا تنشق الاوانى
هكذا الله الخزاف الاعظم " لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون " اكو13:10
وكما ان الخزاف لا يجعل اوانيه فى النار اقل من الحد اللازم لثلا تصير نيئة وغير نافعة
هكذا الرب يجعلنا نجوز نار الالام بالقدر المناسب بحيث لا تقل اقل من الازم لتنقيتنا ونفعنا
ولا تكون اكثر من احتمالنا لئلا تشقنا وتهدمنا
ان النحات لكى يصنع تمثالا جميلا يكسر ويثقب فى المرمر بالمطارق والازاميل
والرسام يستخدم اللون الاسود بل ويضيفه الى الالوان الاخرى الهادئة الجميلة لتخرج ايقونته كما يريد من روعة وجمال
هكذا الله يستخدم ازاميل التجارب ومطارق الضيقات ليصنع منا ابرارا وقديسين
ويدخل سواد المحن والالام الى حياتنا ليخرج منها ايقونة جميلة كما يريد
" التجارب ابواب للمواهب .....القديس مار اسحق "[b]