المحبة التي لا تبذل، هى محبة عاقر، بلا ثمر.
المحبة أم ولود، تلد فضائل لا تعد،
منها الحنان والعطف،
ومنها كلمة التشجيع وكلمة العزاء،
ومنها الإهتمام والرعاية،
ومنها الغفران، ومنها السعى إلى خلاص النفس،
وهذه هى المحبة الروحية..
ولعل من أهم ما يميز المحبة.
البـــــذل.
وهذا هو الفارق الكبير بين المحبة والشهوة:
إن المحبة دائما تريد أن تعطى،
والشهوة دائما تريد أن تأخذ.
الشهوة تريد أن تأخذ، لأنها
ممركزة حول الذات.
أما المحبة فكما قال الرسول
(لا تطلب ما لنفسها).
المحبة التي لا تبذل،
ليست هى محبة حقيقية.
المحبة تبذل كل شئ،
لا تبخل بشئ على من تحب،
مهما كان هذا الشئ ثمينا،
ولازما لها، ومهما كان
(من أعوازها).
وأعظم ما يبذله الإنسان المحب،
هو أن يبذل نفسه.
وقد قال الرب:
ليس حب أعظم من هذا،
أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه.
وقد ظهر هذا البذل في عمقه على الصليب.
(كان يسوع المصلوب) هو ذبيحة حب.
وقد قال الكتاب
(هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد
لكى لا يهلك كل من يؤمن به،
بل تكون له الحياة الأبدية)
(يو 3: 16).
إن كثيرين في أسبوع الآلام يتأملون في آلام المسيح.
وآلام المسيح، لم تكن سوى نتيجة طبيعية لحبه
الحب هنا هو الأصل. والألم هو المظهر..
ليتنا نتأمل محبته. التى عبر عنها بألمه.
الشمعة التي تذوب، لكى تضئ للآخرين،
هى أيضا تبذل ذاتها من أجل الغير،
لذلك حسنا أننا نضع الشمعة أمام أيقونات القديسين.
إنها رمز.
كذلك حبة البخور التي تبذل ذاتها، في النار،
لتعطى بخورا طيبا يصعد إلى الله..
إنها محرقة سرور للرب، وهى أيضا رمز..