أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك... لكن عندي عليك: أنك تركت محبتك الاولى، فاذكر من أين سقطت وتُب، واعمل الأعمال الأولى ( رؤ 2: 2 - 5)
إن ترك المحبة الأولى هو أساس كل انحراف وكل تراجع. ويجب أن نعرف عن أنفسنا أن فينا الميل للنشاط والحركة، أكثر كثيرًا من الميل للتوبة والانكسار وإدانة النفس. ولكن ما لم نَتُب ونرجع إلى المحبة الأولى، فلن تكون هناك شهادة حقيقية للرب، وهو لن يفرح بنا وبعبادتنا الشكلية وبنشاطنا الجسدي وخدمتنا التي تخلو من قوة الروح القدس. ولن نكون أكثر من نحاس يطن أو صنج يرن. ولهذا يجب أن يحترس كل مؤمن إذا لاحظ ما يلي:
ـ أنه يميل للنشاط والحركة أكثر من فحص النفس والتوبة.
ـ أنه يركض إلى الخدمة، ولا يبالي بالخلوة والجلوس طويلاً أمام الرب، وأنه يبتهج في أي فرص أكثر من فرص الصلاة.
ـ أنه بدأ يهمل قراءة الكتاب المقدس ويهمل الاجترار على ما يقرأ أو يسمعه. وأنه يتلذذ بقراءات أخرى أكثر من كلمة الله.
ـ أن حساسية الضمير تجاه الخطية بدأت تقل، والتقدير لقداسة الله لم يَعُد كالأول. فسمح لنفسه ببعض التجاوزات، وأساء فهم النعمة والصبر الإلهي.
ـ أن الاستعداد للتضحية لأجل الرب، بالوقت والجهد والمال والكرامة، أخذ يتناقص.
ـ أن التقدير للاجتماع (اجتماعات الكنيسة للسجود أو كسر الخبز أو التعليم أو الصلوات أو الشركة) ما عاد له الأهمية كما كان قبلاً.
ـ أن المصالح الشخصية والزمنية أخذت مكانًا أكثر من مصالح الرب وخدمته وشعبه. وكأنه يقول مع مَنْ قالوا: «وما المنفعة؟»، ومثل بطرس الذي قال مرة: «أنا أذهب لأتصيد».
ـ أنه بدأ يميل إلى إرضاء الذات وإشباع وإمتاع رغبات النفس بما هو عالمي، وأن محبة العالم وصداقته تزحف على حياته وبيته. وأنه بدأ يتأثر بروح العالم ومبادئه، بدلاً من أن يؤثر هو في العالم بتقواه، ويشهد ضده.
ـ أن حقيقة مجيء الرب غابت عن ذهنه وما عاد الرجاء لامعًا في حياته. وأنه يتوقع أشياء كثيرة أقرب من مجيء الرب.
إذا كان الأمر كذلك بشكل أو آخر، فعلينا أن نتحذر ونحترس، ونذكر من أين بدأ الانحدار، ونتوب ونرجع إلى محبتنا الأولى.