في اللاهوت المقارن شهود يهوه لقداسة البابا / شنودة الثالث
في اللاهوت المقارن شهود يهوه لقداسة البابا / شنودة الثالث
شهود يهوه ينادون بـأن جسد المسيح لم يقمو أنه كوّن لنفسه أجسادا يظهر بها ثم حلهّامعتقداتهم :يقولون في كتاب ( الخليقة ) ص 251 : مات يسوع علي الصليب كإنسان . و يجب أن يبقي ميتاً كإنسان إلي الأبد . و حقه في الحياة قد بذله لحياة العالم . وفي كتاب ( ليكن الله صادقاً ) ص 50 قالوا عن معموديته :" إن يسوع طلب معمودية ، و هو مصمم علي بذل بشريته ، مفارقاً إياها إلي الأبد " و في ص 51 قالوا :نعم ، بذل يسوع حياته البشرية ، مضحياً بها إلي الأبد .
و يقولون في كتاب ( قيثارة الله ) ص 191 عن الله :و هكذا أقام فتاه بطبيعة إلهية جديدة ، و أخفي جسده الأول بطريقة لا نعرفها ، و في مكان مناسبا لا يعلمه إلا هو . و في ص 203 يقولون :إن الأجساد التي كان يسوع يظهر نفسه فيها لتلاميذه بعد قيامته ، لم تكن هذا الجسد الإلهي الذي لمحه بولس علي طريق دمشق ، بل كانت أجساداً إستعارية يكونها الرب عند مسيس الحاجة ، لكي يتمكن تلاميذه من رؤيته بسهولة ، و بهذه الوسيلة يقتنعون أنه قد قام من الأموات ، و بغيرها لا يمكن إقناعهم .أما الجسد الذي بذله يسوع علي الصليب و دفن في القبر ، فقد أخرجه الملاك من القبر بقوة الله الخارقة و أخفاه ، و لو أنه بقي في القبر ، لتعذر علي التلاميذ و الذين آمنوا بكلامهم أن يعتقدوا بقيامة يسوعمن الأموات .
و في ص 197 يقولون :" مات يسوع بالطبيعة البشرية ، و قام بالطبيعة الإلهية ... كان إنساناً مدة وجوده علي الأرض ، ولكنه عند قيامته صار رسم جوهر الله ، الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره .. " ( عب 3:1 )
و في كتاب ( الحق يحرركم ) ص 302 يقولون :إنه لم يظهر بهيئة بشرية حتي لتلاميذه ، إلا في خلال الأربعين يوماً بعد القيامة ، و قبل صعودهإلي السماء .الطريقة الوحيدة التي سيراه فيها الناس علي الأرض في مجيئه المجيد هي بأعين الفهم وقوي التمييز ،و هذا تدعمه أيضاً كلمات ( الرؤيا 7:1 ) .
فكما إختفي عن أعين تلاميذه وراء السحاب عند صعوده ، هكذا يجعله السحاب هنا غير منظور ،إلا أن السحب في الوقت ذاته رمز لحضوره غير المنظور .بناء علي ذلك فإن مجيئه الثاني لن يشاهد بالأعين البشرية..
و في ص 300 يقولون :الجسد الذي رآه التلاميذ صاعداً نحو السماء ، لم يكن هو الجسد الذي سمر علي الخشبة ، بل جسداً كونه من عناصر المادة لذلك الحين فقط ، حتي يظهر لهم ، و لما أخفته السحابة عن أعينهم ،حلّ الجسد إلي عناصره كما فعل بالأجساد الأخرى التي اتخذها في غضون الأربعين يوماً السابقة .لذلك هو حق مقدس مقرر علي أن الأعين البشرية لن تراه في مجيئه الثاني ، و لا هو سيأتي في جسدبشري ، و لما جاء في الجسد في حضوره الأول بين الناس كان ذلك إتضاعاً " أخلي ذاته ... " و كان الجسد ضرورياً حتي يقدر أن يكون إنساناً كاملاً ، و ليعد ذبيحة الفداء أو ذبيحة الخطية .و في تأملهم عبارة " ها أنا آتي كلص " ( رؤ 16: 14-16 ) قالوا : اللص يأتي بدون تنبه سابق ، بدون إعلان ، بهدوء ، و يجتهد أن يظل غير منظور من الذين في البيت ، و هذا برهان آخر علي أن مجئ المسيح كروح هو غير منظور...
و في كتاب ( قيثاره الله ) ص 202 قالوا :" فالجسد الذي جسّه التلاميذ حينئذ لم يمكن جسماً روحانياً بل بشرياً ، أما الجسد الذي يلبسه الرب فيالسماء فهو جسد ممجد ، و لا يقدر أحد أن ينظره و يحيا ، بدون قوة خصوصية فائقة يمنحها يهوه "" إن الله منح بولس قوة فائقة ، لكي ينظر الرب في جسده الممجد ، لأنه لما كان مسافراً إلي دمشق ، أبرق حوله نور من السماء ، إنه لم ينظر الجسد الممجد نفسه ، بل لمعانه فقط " و في ص 199 قالوا :" إن يسوع ظهر يوم قيامته و في أيام تالية لتلاميذه و سائر ذويه و محبيه ، و لكنه لم يظهر لهم فيالجسد الذي بذله علي الصليب ، و لا في الثياب التي لفوه بها عند دفنه ...
ثم أنه لو قام يسوع بالجسد العادي ، لما كان تردد التلاميذ في معرفته عند ظهوره " و في كتاب ( ليكن الله صادقاً ) ص 52 ، 53 قالوا :" و ظل بعد القيامة يظهر نفسه لتلاميذه بهيئات بشرية مختلفة ، كما كان ملائكة الله قديماً يفعلون "و قالوا أيضاً " لم يصعد إلي السماء بجسمه البشري ، و أنه ليس إنساناً بعد .. لأنه لو صعد كذلك ، لبقي أوطي من الملائكة إلي الأبد "
و في كتاب ( الحق يحرركم ) ص 268 قالوا عن المسيح :إنه صعد إلي السماء في جسم روحاني غير مقنع أو مستتر مجده بجسد بشري يحمل جرح حربة فيجنبه ، و أثر مسمار في يديه و رجليه ، و خدوش شوك في جبينه ، و علامات و خطوطاً من ضربالسياط علي ظهره .
و في كتاب ( قيثارة الله ) ص 201 ، ص 202 قالوا :من أين جاء بالجسد الجديد ، إذا كان لم يقم بالجسد الذي صلب فيه ؟إننا علي ثقة من أن يسوع لم يقم بجسده الترابي ، لأنه ظهر لتلاميذه مرة وهم مجتمعون في العلية والأبواب مغلقة ( يوحنا 20 : 19-26 ) ، فالحل الوحيد لهذة المشكلة أن الرب قام من الأموات شخصاً إلهياً ، و له قدره علي تكوين جسد بشري بالصورة و الثياب التي يختارها ، و في الزمان والمكان الذي يعينه .... عندما جاء خصيصاً لإقناع توما ، لأنه طلب الإقتناع عن طريق النظر واللمس ، فرأي الرب موافقته علي ما أراد ، و لذلك ظهر له بجسد فيه آثار مسامير و حراب لإقناع توما ، لأنه لا يمكن أن يقتنع بغير تلك الطريقة التي طلبها .و لقد كان له مقدرة فائقة علي تكوين أي جسد أراده ، لكي يظهر فيه ثم يحله إلي عناصرة البسيطة عندما أراد ذلك ، و هذا يفسر لنا ظهوره في العلية و الأبواب مغلقة : فإنه حال وجوده بينهم ، لبس جسداً بشرياً ، وارتدي ثياباً عادية خلقها في تلك اللحظة ثم حلّها بأسرع من لمح البصر واختفي .
و في كتاب ( ليكن الله صادقاً ) ص 123 قالوا :" فإن تلك الحياة البشرية الكاملة ، مع كل ما يقترن بها من حقوق و آمال ، قد بذلها يسوع بموته الذي ذاقه لا بسبب إثم و لا عصيان .و عندما أقيم يسوع من الأموات ، لم يسترجع الحياة البشرية التي ضحي بها بموته ، و لكنه أقيم شخصاً روحياً خالداً ممجداً . ملخص بدعتهم : إن الجسد المصلوب أخذه ملاك من القبر و أخفاه . الجسد الذي رآه التلاميذ بعد القيامة و جسوه ، و الذي رآه توما و جسه ، و الذي صعد إلي السماء ، لم يكن هو الجسد الذي صلب و مات .
لم يصعد بالجسد المصلوب ، و إلا كان يصعد بجسد مشوه ، و يكون أقل من الملائكة . كان المسيح يكوّن لنفسه أجساداً لإقناع تلاميذه بالقيامة ، ثم يحل هذه الأجساد .
المسيح بذل بشريته عن حياه العالم بموته بمعني أنه ضحي بها إلي الأبد و هكذا فقد بشريته إلي الأبد .
لن تراه عيون البشر في مجيئه الثاني ، بل سيأتي بطريقة غير منظورة يمكن إدراكها بالفهم .
الرد علي هذة البدعة : عبارة " إن ملاكاً أخذ الجسد من القبر و أخفاه " هي مجرد إدعاء لا يوجد ما يسنده في الإنجيل المقدس . ما يقولونه عن أن السيد المسيح كوّن لنفسه أجساداً فيها آثار الجروح لكي يقنع التلاميذ وتوما ،فهذا نوع واضح من الخداع و الكذب لا يليقان بالرب .فتوما كان يريد أن يضع اصبعه في مكان الجروح التي للجسد الذي صلب من أجله ، و ليس جروح أي جسد آخر ، فكيف يخدعه الرب بجسد غير الجسد المصلوب ، و فيه آثار جروح يضع توما يده عليه فيؤمن و هو منخدع ، لأن الجسد غير الجسد ، و الجروح غير الجروح التي أراد توما أن يتأكد من قيامة الجسد بواسطتها .و نفس الخداع بالنسبة للتلاميذ أيضاً ، حينما يقول لهم الرب جسوني و انظروا ، إن الروح ليس له لحم و عظام كما ترون لي ( لوقا 24: 39 ) ، فيصدقون خداعاً ، بينما لا علاقة لذلك الجسد بجس ديسوع المصلوب كما بشرّ به الملاك أنه قام ( مت 28: 9-10 )إذن هو أشعرهم أن الجسد الذي صلب عنهم قد قام ، بينما ما قد جسوه ليس هو الجسد القائم ، أليس هذا كذباً .
يقولون إنه مادام قد بذل ذاته البشرية ، فقد إنتهت إلي الأبد ، بينما هذا يخالف قول الرب :" إني أضع ذاتي لآخذها أيضاً ، ليس أحد يأخذها مني ، بل أضعها أنا من ذاتي ، لي سلطان أن أضعها ، و لي سلطان أن آخذها " ( يو 10: 17-18 )إذن بذله لذاته ، ليس معناه أنه أضاعها إلي الأبد ، كذلك قيل " هكذا أحب الله العالم ، حتي بذل إبنه الوحيد .. " ( يوحنا 3 : 16 ) ، فهل بذله هذا يعني ضياع الإبن الوحيد إلي الأبد ! .
وبمفهومهم في بذل الذات ، هل يعني ذلك أن الشهداء الذين يبذلون ذواتهم ، قد أضاعوها إلي الأبد ؟
القيامة هي قيامة الجسد ، فإن كان الجسد لم يقم ، لا تكون هناك قيامة إذن ، لأن الجسد الذي مات لم يقم . نلاحظ في كلامهم لوناً من التناقض ، فأحياناً يقولون إن المسيح قد قام روحاً ، و أحياناً بجسد ممجد ، و يكررون عبارة هذا الجسد قد قام روحاً ، و أحياناً بجسد ممجد ، و يكررون عبارة هذا الجسد الممجد في كتبهم ، و أحياناً يقولون إنه قام شخصاً إلهياً أو رسم جوهر الله . إن بشرية المسيح التي يقولون إنها انتهت إلي الأبد ، هي بشرية لها قيمتها ، لأن فيها الرب يسوع أظهر حبه و بذله و اتضاعه ، و أظهر فيها مثاليته في كمال السيرة ، فكيف تفني إلي الأبد ؟ صعود الجسد بجروحه ، لا يعني أنه مشوّه ، ولا أن مجده قد استتر ، ولا أنه أقل من الملائكة ،فجراح المحب ليست تشويهاً ، بل هي مجد و فخر ، و هكذا جراح الشهداء أيضاً ، و لا ننس يأن القديس يوحنا رآه في سفر الرؤيا كخروف كأنه مذبوح ( رؤ 5 : 6 ) ، و لم يكن الذبح نقصاً بل مجداً . كذلك من جهة عبارة ( أوطي من الملائكة ) ، فقد وردت في الرسالة إلي العبرانيين أنه " بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا ، جلس في يمين العظمة في الأعالي ، صائراً أعظم من الملائكة .. " ( عب 1: 3-4 ) دليل بقاء بشريته ، بقاء لقب ( إبن الإنسان ) بعد قيامته ، و لم يستخدم بدلاً منه لقب الإبن ،و الكلمة ، و الإبن الوحيد . لقبه بولس الرسول بلقب " باكورة الراقدين " ( 1 كو 15 : 23 ) في حديثه عن قيامة الأجساد و قال : " إن لم تكن قيامة أموات ، فلا يكون المسيح قد قام ، و إن لم يكن المسيح قد قام ،فباطلة كرازتنا و باطل أيضاً إيمانكم ، و نوجد نحن شهود زور .. " ( 1كو 15: 14-15 )
بعد القيامة تسمي أيضاً يسوع ، و هو اسمه البشري ، و هكذا تكرر اسمه يسوع في قصة استشهاد القديس اسطفانوس الذي " رأي مجد الله ، و يسوع قائماً عن يمين الله " فقال : " أنا أنظر السماء مفتوحة ، و ابن الإنسان قائماً عن يمين الله " ( أع 7 : 54-56 ) ،و في استشهاده قال : " أيها الرب يسوع ، اقبل روحي " ( أع 7 : 59 ) ، فمن الذي رآه اسطفانوس ؟ أليس الرب يسوع في بشريته ؟ لأن اللاهوت لا يستطيع أحد أن يراه
كذلك عندما ظهر لشاول الطرسوسي ، قال له : " أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده "( أع 22: 8 ) ، " أنا يسوع " ( أع 9: 5 ) ، و هذا يدل علي بشريته ، فلم يقل له أنا الإبن أو الكلمة . و هكذا ظهر لبولس الرسول في رؤيا ، و قال له " تكلم و لا تسكت . لا تخف " ( أع 18: 9 )
و مرة أخري قال القديس بولس " رأيته .. و قال لي : ها أنا أرسلك بعيداً عن الأمم " ( أع 22 : 18 ، 21 ) ، فمن الذي رآه بولس الرسول ؟ ، أليس الرب في بشريته ؟ ، و كذلك ظهر له مرة أخري و أرسله ليشهد له في رومه ( أع 23 : 11 )
و بالمثل رآه يوحنا الإنجيلي في أول سفر الرؤيا ، و قال " إعلان يسوع المسيح " ( رؤ 1: 1) و قال " سلام ... من يسوع المسيح ... البكر من الأموات الذي غسلنا من خطايانا بدمه "( أع 1 : 5) ، و كل هذه ألقاب و أعمال بشريته . ورآه يوحنا في الرؤيا في تجلي طبيعته البشرية ، فقال له الرب : " أنا هو الأول و الآخر ، والحي و كنت ميتاً ، وها أنا حي إلي أبد الأبدين " ، وهذا عن بشريته طبعاً ، لأنه فيها كان ميتاً ... و يقول في آخر سفر الرؤيا " أنا يسوع .... أنا أصل و ذرية داود " ( رؤ 22 : 16 ) ، كلمة يسوع هي اسمه كإنسان ، و عبارة ذرية داود تدل طبعاً علي بشريته التي احتفظ بها ،ليتعرف بها الناس عليه .
بل أن سفر الرؤيا ينتهي بعبارة " آمين .. تعال أيها الرب يسوع " ( رؤ 22 : 20 ) ، و عبارة يسوع أو يسوع المسيح تتكرر كثيراً جداً في رسائل بولس الرسول ، مما يدل علي أنبشريته مازالت مستمرة و لم تفن . كذلك بقي له لقب إبن الإنسان الدال علي بشريته ، و لو كانت بشريته قد فنيت كما يدعي شهوديهوه ، لإختفت - بعد قيامته - أسماؤه و ألقابه : ابن الإنسان ، و يسوع ، و المسيح ، و يسوع المسيح . و قد استخدم لقبه ( ابن الإنسان ) في مجيئه الثاني ، فقيل في ( مت 16 : 27 ) " فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله " و قيل في ( مت 24 : 27 ) " هكذا يكون أيضاً في مجئ ابن الإنسان " ، و ورد في( مت 24 : 30 ) " و حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء ، و تنوح عليه جميع قبائل الأرض ، و يبصرون ابن الإنسان آتياً علي سحاب السماء بقوة و مجد كثير " ، و انظر أيضاً ( مت 24 : 37 ، 39 ) ، فكيف يبصرونه إن كانت بشريته قد انتهت إلي الأبد . هو أيضاً يأتي للدينونة كإبن الإنسان كما ورد في ( مت 25 : 31 - 46 ) إننا سنكون معه في الأبدية ، فكيف سنراه إن كانت بشريته قد انتهت ؟ ، يقول : " حيث أكون أنا ، تكونون أنتم أيضاً " ( يو 14 : 3 ) ، و يقول بولس الرسول : " لي اشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح . ذلك أفضل جداً " ( في 1 : 23 ) ، فكيف سيكون معه بغير بشريته ؟ و كيف يراه ؟ ، و الإله القدير لا يري !! أما عبارة لا يبصره أحد في مجيئه ، فهو ضد قول الكتاب " هوذا يأتي مع السحاب . و ستنظره كل عين و الذين طعنوه . و تنوح عليه جميع قبائل الأرض " ( رؤ 1 : 7 ) ، و كذلك في ( مت 24 : 30 ) " و يبصرون ابن الإنسان آتياً علي سحاب السماء بقوة و مجد كثير " لماذا يتحدي شهود يهوه مشاعر الناس في مناداتهم بأن ربنا يسوع المسيح لن تراه عين بشرية ؟