وصل إلى علم أبونا بيشوي كامل بأن أبنة للمسيح سوف تنكر الإيمان فطلب من زوجته أن تعد لهما حقيبة السفر مع أن هذه الأبنة في الإسكندرية ولكن كان ذلك إشارة لطول المدة التي قد يقضونها في ذلك السفر - حسب تعبير أبونا بيشوي - وذهبا معا إلى بيتت هذه الأبنة، وطلب من أسرتها أن يمكثا عندهم بعض الأيام هربا من الناس الذين يتسابقون إليه في كل مكان، ورحبت به الأسرة ولكن هذه الإبنة شعرت بقلق من وجود أبونا في البيت، ولكن لعلمها بكثرة مشاغل أبونا بيشوي وخدمته المتسعة جدا، ومحبته للقداسات أعطاها ذلك راحة بأن الأمر لن يطول، ولن يلبث أبونا أن يترك البيت منصرفا إلى مشاغله .... ولكن الأب المحب لم يكن يفكر في ترك البيت قبل أن يخلص أبنته من براثن إبليس.... فبدأ ينتهز كل فرصة يجلس فيها مع هذه الأبنة، وجعل مكانه المفضل هو كرسي بجوار باب الشقة، ويمر الوقت ولا يمل الأب ولا يبرح المكان ولا يوجد ما يشغله أكثر من خلاص نفس هذه الأبنة... وبعد أيام طويلة ترك فيها أبونا بيشوي كل شئ من أجل نفس واحدة، تحرك قلب الفتاة وبكت أمام هذا الحب الباذل وندمت على كل شئ، ومن ذلك الوقت أصبح كل قلبها مع الله وفي الكنيسة... ولم يضع تعب محبة هذا الأب العظيم .