قرر شاب أمريكي أن يذهب إلى أوربا في بعض الدراسات ليتهيأ للخدمة، وإذ كان والده الذي كرَّس وقته للخدمة يخشى أن يفقد ابنه إيمانه البسيط خلال دراسته على أيدي أساتذة ملحدين قدم له هذه النصيحة: "احذر يا ابني لئلا يأخذوا يونان منك". لقد عني بهذا أنه يلزم أن يعيش في حياة التوبة التي نادى بها يونان، أو أنه لا يتشكك فيما ورد في الكتاب المقدس حيث يهاجم بعض الفلاسفة قصة يونان، حاسبين إياها قصة خيالية.
إذ عاد الابن بعد عامين من دراسته قال الأب: "هل لازال يونان في كتابك المقدس؟"
ابتسم الابن وقال له: "يونان! هذه القصة ليست في كتابك المقدس!"
قال الاب: "إنها موجودة، ماذا تعني بكلماتك هذه؟"
في جدية قال الابن لأبيه: "يا أبي لا توجد قصة يونان في كتابك المقدس. أرني كتابك وأظهر لي القصة!"
ارتبك الأب جدًا وصار يقلب بين صفحات كتابه المقدس ليظهر لابنه سفر يونان، وبالفعل لم يجد السفر. أخيرًا راجع قائمة المحتويات ليعرف الصفحة، وإذ بلغ الصفحة وجد السفر منزوعًا من الكتاب المقدس بدقة شديدة.
قال الأب: "من نزع هذا السفر من كتابي؟"
أجاب الابن: "أنا يا أبي، لقد نزعته منذ عامين حين قررت الذهاب إلى أوربا لأقرأه باستمرار. لكنني أسألك ما الفرق بين أن يُنزع هذا السفر من كتابي المقدس بسبب دراستي على أيدي أساتذة ملحدين وبين حرمانك منه خلال إهمالك، إذ لم تفكر في قرآءته منذ عامين ولا بحثت عنه؟!"
يحاول الفلاسفة الملحدين وبعض النقاد تشويه الكتاب المقدس بكل طريقة، لكنه يبقي كلمة اللَّه الثابتة إلى الأبد. لقد هوجم الكتاب منذ قرون، ومات المهاجمون وتبددت أفكارهم بينما بقي الكتاب حيًا في حياة المؤمنين.
أما ما يشوه الكتاب فهو العثرة في حياة بعض المسيحيين الذين يتمسكون بالكتاب ويحتفظون به ويزينونه وقد يكرزون به ويفسرونه، لكنهم ينكرونه بحياتهم وفي سلوكهم.
المسيحي الفاسد في حياته أخطر من الملحد المقاوم للكلمة!