كان يمكث هناك فوق الجزء المظلم من القمر..يتأمل من بعيد..القرص المضئ وسط الظلام السرمدي والنجوم مصابيح معلقة فيه..كان هناك يري الحياة بنظرة جديدة ..كان قبلا يائسا..مكتئبا ..أما الآن فالأمر مختلف ..كثيرا ما كان يجلس في الليالي السوداء في الشرفة..الهواء البارد يلفح وجهة ..والبنايات العالية تحجب عنة القمر فلا يري في السماء إلا السواد ..كان يختنق ..فلم يعد حتى من حقه أن يناجي الليل..
أما الآن فهو يري الشمس..يراها كما لم يراها من قبل ..هو الآن أكثر نشاطا ..أكثر حيوية ..نظر إلي جسده المترهل وعضلاته الضامرة..وتخيل نفسه يجرى عرياناً في بساطة الحياة الأولي وتجرد الطبيعة..استهوته الفكرة..أخذ يجرى ويجرى ..يقفز فيعلق في الفراغ ثم يسقط علي الأرض البركانية..عاودته جدة الحياة ..نظر إلي الأرض ..كان منظرها أجمل من أن يصور ..كرة زرقاء.. رأي كوكبه.. بسحبه ..بأراضيه ..ببحارة ..أنه كوكب خادع ولا يفصح عما بداخله..ألا يوجد عليه الغش ..الحقد ..الكراهية ..هناك يظلم بني الإنسان بعضهم البعض..هناك علي الأرض ستة مليارات من البشر البائسين لا يعادلونه سعادة الان ..هناك الحبس والقيود الكثيرة..أما هنا فهو في الفضاء الرحب ..فكر في الحرية ..سينطلق ..سيظل يمرح في الفضاء الأسود, وسيلمس النجوم ويشاهد الكواكب ويعبر المجرات..لربما قابل مخلوقات أخري تعرف معني الخير ..ركب مركبته الفضائية وأنطلق في الإتجاة المعاكس للأرض ..مضى ومضى و مضى حتى أبتلعه الثقب الأسود.