باحث عن الحقيقة
نظرت في ظلام القبور...لم افزع..لم أخف..فقط تحسست طريقى تحت ظلام القمر ..لعنة الله علي القمر..ذلك الكيان الأبيض الذى لايدرى شيئا غير أن يبعث بتلك الظلال فلا هو نور ولا ظلام..أسمع صوت الأعشاب تتحطم تحت قدمى ..أخترق بعينى ستار الأفق المظلم..وأرى انعكاس أحلامى على صفحة القمر..أراه يضحك وينتفض سخرية منى ..ويمد لى أياديه الفضية ..تهتز الظلال بجانبى ..لعلى اخاف من حفيف الأشجار ..فحيح الزواحف..ونقنة ضفادع المستنقعات القريبة..حياتى الان كتاب الأسرار..أراه بوضوح..و أتلامس بسهولة مع الحقيقة المطلقة ..أن لا ثابت في الكون ..الا الفناء فهو مصير الجميع..نظرت في ظلام القبور..أزحت الصناديق جانبا..وسمعت صوت تهشم العظام تحت قدمى العاريتين..أخذت طريقي في السرداب المظلم الطويل ..
وداعا أيها القمر..لن تخيفنى بعد ألان فأنا في أحضان امي الرض..أسير في باطنها بين أولادها اللذين صاروا جماجم بيضاء ..وعظامهم التحفت بالنقاء الأبيض ..أهلا أيها السرداب ..انت طريقى للحقيقة ..انت حضن امى الرض ..اني احتضنك ألان يا امي ..ما ادفا صدرك السرداب ..لن اسير في ضوء المشاعل فأنا أراك جيدا ..ولن اخاف فانا بين ذراعيك..ومن بعيد بدت نهاية السرداب مع بداية الفجر..
وحين خرجت كانت الشمس تدفع الدفء دفعا إلي فجوات عظامي ..وفراغ جسمي من الداخل..لقد سكنني النور بعد رحلة السرداب ..وتلامست مع الكذبة الحقيقية..ربما أنا مجنون..لكن .....
<أصحي بقي أتأخرت علي شغلك>..
أرتديت ملابسي علي عجل وأنطلقت عملي ألعن تلك الكوابيس..