تاريخ التسجيل : 29/01/2012 عدد المساهمات : 13 نقاط : 41
موضوع: ماهو الفرق بين التلميذ والرسول الخميس فبراير 02, 2012 7:23 pm
التلميذ
التلميذ هو من يدرس أو يتعلم،
وتستعمل عادة للدلالة على من يتبع معلما معينا تمييزا له عن المعلم نفسه
(مت 10: 24، لو 6: 40)،
وهي لا تعني قبول التعليم فحسب، بل والسير بمقتضاه في الحياة.
وكان لاشعياء تلاميذ (أش 8: 16)، وليوحنا المعمدان (مت 9: 14، لو 7: 18، يو 3: 25)، وكذلك للفريسيين (مت 22: 16، مرقس 2: 18، لو 5: 33) ولموسى (يو 9: 28).
ولكنها اكثر ما تستخدم للدلالة على اتباع يسوع:
(أ) ــ بالمعنى الواسع (مت 10: 42، لو 6: 17، يو 6: 66) وهي اللقب الوحيد لاتباع يسوع في الأناجيل.
(ب) ــ تستخدم بشكل خاص للدلالة على الاثني عشر (مت 10: 1، 11: 1، 12: 1.. الخ).
(ج) ــ تطلق بعد صعود المسيح على كل من يعترفون بيسوع ربا ومسيحا (أع 6: 1 و2 و7، 9: 36). وقد " دعى التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولا " (أع 11: 26).
الرسول
الكلمة اليونانية المترجمة "رسول" فى العهد الجديد هى "أبوستولوس" (apostolos) وهى مشتقة من الفعل أبو ستِّلين (apostellein) بمعنى يرسل
" فمعناها: "
رسول مرسل، مبعوث" وقد استعملت الترجمة السبعينية للعهد القديم نفس الكلمة اليونانية لترجمة كلمة "أرسل" (انظر تك 45: 4 – 8، 1 مل 14: 6).
اولا: فى العهد الجديد:
استخدمت كلمة "رسول" فى العهد الجديد عن الرب يسوع نفسه:
" رسول اعترافنا ورئيس كهنته " (عب 3: 1)، فهو الذى أرسله الاب "مخلصنا للعالم" (1يو 4: 14).
ويُذكر كثيراً فى إنجيل يوحنا أن " الآب أرسل الابن " (يو 7: 28 و29، 8: 42)
" ليتكلم بكلام الله " (يو 3: 34) " وليعمل أعمال الله " (يو5: 36، 6: 29) ويتمم مشيئة الله (يو 6: 38)، وليعلن الله (يو 5: 37 – 47) وليعطى حياة أبدية (يو 17: 2 و3).
وكل رسول بعد ذلك،
إنما هو مرسل من الرب يسوع المسيح
(يو 7: 18 – 26، 20: 21 – 23)،
ومن يقبله المسيح (مت 10: 40)،
ومن يسمع منه يسمع من المسيح (لو 10: 16).
فقد استخدمت الكلمة بمعناها المطلق فى قول المسيح:
" ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله " (يو 13: 16)
واستخدمت الكلمة فى الاشارة إلى مبعوثين من الكنائس (2 كو 8: 23، فى 2: 25)
كما استخدمت للدلالة على الذين أرسلهم الله إلى شعبه قديما، اذ " قالت حكمة الله إنى أرسل إليهم أنبياء ورسلاً فيقتلون منهم ويطردون " (لو 10: 49).
وترد كلمة
"رسول"
او رسل
عشر مرات فى الأناجيل، وثمانى وعشرين مرة فى سفر أعمال الرسل، وثمانى وثلاثين مرة فى الرسائل، وثلاث مرات فى سفر الرؤيا،
وفى معظم هذه المرات، تشير إلى أشخاص دعاهم المسيح بخدمة معينة فى الكنيسة.
وأول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر كلمة " رسول "
أسماء الاثنى عشر رسولا وبولس الرسول،
ولكن الكلمة اطلقت على غير هؤلاء أيضا،
فيبدو أن يعقوب أخا الرب كان يعتبر رسولاً (غل 1: 19، 2: 9، انظر ايضا 1 كو 15: 7)،
كما كانت كلمة " رسول " تطلق على برنابا (اع 14: 4 و14)،
ويجمع الرسول بولس بينه وبين برنابا فى قوله:
أم أنا وبرنابا وحدنا ليس لنا سلطان أن لا نشتغل " (1 كو 9: 6) رغم أنهما لم يكونا من الاثنى عشر (اع 9: 27) كما يمكن اعتبار سلوانس وتيموثاوس رسولين (1 تس 1: 1، 2: 6)، وكذلك " أندونكوس ويونياس … اللذين هما مشهورين بين الرسل " (رو 16: 7)
ويبدو أن الرسول بولس يضم اليه " أبلوس " ضمن الرسل اللذين " صاروا منظر للعالم للملائكة والناس " (1 كو 4: 6 و9) . ويوصى فى رسالته الثانية إلى الكنيسة فى كورنثوس، بأخوين – لم يذكر اسميهما – يقول عنهما إنهما " رسولا الكنائس ومجد المسيح " (2 كو 8: 23).
وقد وجد من الضروى أن يكشف بعض الأشخاص باعتبار أنهم:
" رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح " (2 كو 11: 13)،
وفى هذا دليل على أنه فى الكنيسة الأولى، لم تكن فكرة الرسولية قاصرة على الاثنى عشر أو الثلاثة عشر، " اذ لو كان عدد الرسل محدداً، لبطلت من ذاتها دعوى أولئك المتطفلين " (كما يقول ليتفوت lihgfoot فى تعليقه على الرسالة إلى غلاطية).
ثانيا: رسل المسيح:
(1) فى أثناء خدمة الرب:
كان للرب يسوع عدد كبير من التلاميذ فى أثناء خدمته على الأرض، لكن لم يكونوا جميعهم رسلاً، فقد اختار الاثنى عشر من بين عدد كبير " ليكونوا معه (تلاميذا له) وليرسلهم ليكرزوا " (مرقس 13: 13 – 19)، وقد " سماهم أيضا رسلاً: سمعان الذى سماه أيضاً بطرس واندراوس أخاه.. يعقوب ويوحنا. فيلبس وبرثلماوس. متى وتوما. يعقوب بن حلفى وسمعان الذى يدعى الغيور. يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الاسخريوطى " (لو 6: 13 – 16).
وكان لأولئك الرسل أن يعملوا باسم المسيح (مرقس 9: 38 – 41).
وقد اختار الرب فى اثناء خدمته هنا اثنى عشر رسولاً على عدد أسباط إسرائيل الاثنى عشر (مت 19: 28). ويذكرهم لوقا دائما باسم " الرسل " (لو 9: 10، 17: 5، 22: 14، 24: 10)، بينما لا يذكرهم يوحنا بهذا اللقب مطلقا.
(2) بعد القيامة:
نقرأ فى الأناجيل الأربعة وفى أعمال الرسل كيف أرسلهم الرب المقام لكل العالم (مت 28: 19 و20، مرقس 16: 14 و15، لو 24: 48 و49، يو 20: 21 – 23، أع 1: 6 و.
وكان من أول الواجبات أن يختاروا من يحل محل يهوذا الأسخريوطى، فتتم انتخاب "متياس" (اع 1: 15 – 26) كما أن بولس قد اختاره الرب بنفسه، وقد اضطر مراراً أن يؤكد ذلك دفاعاً عن رسوليته (أع 9: 15، غل 1: 11 و12 و15 – 17 انظر أيضا رو 1: 1، كو 1: 1، 9: 1، 15: فلا بديل إطلاقاً للدعوة المباشرة من المسيح إلى الخدمة.
ثالثا: الخدمة والانجيل:
عندما اختار الرب يسوع الاثنى عشر كان ذلك ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا " (مرقس 3: 14). وكان هذا من أهم ما قاموا به كما نرى فى سفر أعمال الرسل.
وشروط الانضمام للاثنى عشر مذكورة فى سفر أعمال الرسل (1: 21 و22) اذ كان يجب أن يكون ممن كانوا مع الرب يسوع منذ معمودية يوحنا إلى صعود المسيح،
فقد وقعت فى تلك الفترة كل الأحداث المتعلقة بعمل الفداء
وقد بدأ البشيرين الأربعة اناجيلهم بمعمودية يوحنا (مت 3: 1، مرقس 1: 2، لو 3: 1، يوحنا 1: 6)، مع مقدمة تاريخية فى انجيل متى ولوقا ومقدمة لاهوتية موجزة فى إنجيل يوحنا.
كما كانت معمودية يوحنا نقطة البداية فى الكرازة بالانجيل (اع 10: 37، 13: 24) كما تختم الأناجيل بصعود المسيح (مت 28: 16 – 20، مرقس 16: 19، لو 24: 50 – 53، يوحنا 20: 17،
وإن كان ذلك لا يُذكر صراحة فى إنجيل يوحنا) وقد امتدت الكرازة لتشمل حلول الروح القدس (اع 2: 33.. الخ) الذى المحت الاناجيل إلى عملة فى الكنيسة. وقد كان هناك تأكيد خاص على أنهم شهود للقيامة (أع 2: 32، 3: 15، 13: 31).
ولم يكن لبولس أن يعد من الاثنى عشر لأنه لا يستوفى كل الشروط المذكورة، لكنه كان شاهداً للقيامة (أع 26: 16 – 18، 1 كو 9: 1، 15: .
والكيفية التى يصف بها ظهور المسيح له،
تدل على أنه اختبر اختباراً موضوعياً فريداً شبيها بما اختبره التلاميذ قبل الصعود،
كما ان يعقوب اخا الرب قد رأى المسيح المقام (1 كو 15: 7) كما رآه أكثر من خمسمائة أخ (1 كو 15: 6) وكان لابد للذين لم يكونوا من التلاميذ فى أثناء خدمة الرب على الأرض، أن يستندوا إلى أقوال الرسل عن أحداث تلك الفترة.
ولم يكن الرسل مجرد شهود لتلك الحقائق، بل كانوا مقريها أيضاً. وكرازة الرسل ورفقائهم وكتاباتهم هى التى تزودنا بما نحتاج إلى معرفته من حقائق عن الرب يسوع المسيح وفدائه الكامل.
رابعا: الرسل والروح القدس:
(1) قوة الروح القدس:
كان الرسل يؤدون الشهادة بقوة الروح القدس، فكان عليهم أن يقيموا فى أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالى (لو 24: 49، أع 1: . وكانت مناداتهم بالغفران بسلطان الروح القدس (يو 20: 22 و23)، ولم يدركوا حقيقة دعوتهم تماماً، إلا يوم الخمسين، فالروح القدس هو الذى كان يعلمهم ويذكرهم بكل شئ (يو 14، 16) ويرشدهم إلى جميع الحق المختص بالرب يسوع (يو 16: 13 – 15) فالروح القدس كان هو الشاهد فى الرسل (يو 15: 26 و27) 0 وخدمة الانجيل هى خدمة الروح (2 كو 3).
(2) مواهب الروح القدس:
كانت هناك أنواع من المواهب من الروح القدس للكنيسة، كان في مقدمتها موهبه " الرسول " (1 كو 12: 28، أف 4: 11). وكانت خدمة الرسل مصحوبة بآيات وعجائب (2 كو 12: 2، عب 2: 4)،
ولكن هذه كانت تعتبر أمورا ثانوية بالمقارنة بما تثمره الخدمة من متجددين (1كو 9: 2). وكانت تحدث بعض ظواهر لعمل الروح القدس، نتيجة لوضع أيدى الرسل على أفراد أو جماعات من الناس فى بعض مراحل العمل الكرازي (أع 8: 14 – 19، 19: 1 – 7) ولكن ليس ثمة اشارة إلى أن هذه الظواهر دائمة وفى موقف هام، حدثت هذه الظاهرة دون وضع أيدى الرسل (أع 10: 44 – 48).
خامسا: الرسل والكنيسة:
كان " الرسل " عطية الله للكنيسة،
فكانت خدمتهم أهم الخدمات (1كو 12: 28، أف 4: 11)
ولذلك نقرأ أن الكنيسة بنيت على أساس الرسل والأنبياء (أف 2: 20) وقد منح الرب لهم السلطان (مرقس 6: 7) والقوة (اع 1: ، لا للمنادة بالانجيل فحسب، بل ولبنيان الكنيسة أيضا (أع 4: 33، 2 كو 10: 8، 13: 10)
فبجانب الكرازة كان عليهم أن يعملوا (اع 2: 42) وأن يقوموا ببعض الشؤون الادارية (اع 6: 1 – 4) كما ظهرر سلطانهم فى اجراء التاديب فى الكنيسة (اع 15: 36، 1 كو 4: 15 و16). والمشكلات الهامة فى الكنيسة بت فيها " الرسل والمشايخ " (أع 15: 6).
ويقول الرسول بولس إنه
" اذ علم بالنعمة المعطاة لى يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم اعمدة، أعطونى وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان (غل 2: 9) ولكن لم يكن هذا مانعاً من أن يكرز الرسول لليهود (أع 13: 4.. الخ)، كما لم لم يمنع بطرس من أن يكرز للأمم (أع 10) وقد خرج الرسل بعد ذلك إلى مختلف الأقطار حاملين الانجيل إلى أماكن جديدة (رو 15: 14 – 24).
سادساً: الخلاصة:
واصل الرب يسوع الكثير من خدمته من خلال الرسل،
فكان مركزهم فريدا لم ينتقل إلى غيرهم، فلم يحل أحد محل الرسل الذين رقدوا (اع 12: 2)، ولم يأخذ بولس مكان يهوذا الاسخريوطي،
كما لم يحل يعقوب أخو الرب محل يعقوب بن زبدى، لقد ظهر الرسل فى مرحلة فاصلة فى التاريخ، وبقوة الروح القدس أسسوا الكنيسة، وتركوا لنا هم ورفقاؤهم العهد الجديد ليكون مرجعا للكنيسة فى كل شئ.