+ باسم الآب والإبن والروح القدس +
الإله الواحد . آمين .
وُلدت في عام 1238م في بلدة سان جيميجنانو بإيطاليا من عائلة نبيلة ولكنها كانت ترفض كل مظاهر الزهو والترف فاكتفت بأن تعيش في منزل متواضع في وسط المدينة وكانت تخرج مرة واحدة فقط من منزلها عندما تذهب
إلى الكنيسة لحضور القداس الإلهي وكرست كل حياتها من أجل الصلاة والاعتكاف داخل منزلها لأنها نذرت حياتها للرب بالرغم من صغر سنها ...
وفي عام 1248م أُصيبت سيرافينا بمرض خطير والذي أخذ في التفاقم تدريجياً إلى أن أُصيبت بشلل كامل ويقال أنه كان مرض أصاب عظام جسدها ولكن بالرغم من كل هذه الآلام إلا أن إيمانها بالرب لم يتزعزع وكانت واثقة من أن رحمة الرب قريبة لمن يدعوه ورفضت الاستلقاء على السرير وفضلت أن تستلقي على طاولة من خشب البلوط وخلال هذه الفترة من مرضها بدأ جسدها يصاب بجروح كثيرة نتيجة نومها على الخشب الخشن فصارت الديدان والفئران تتغذى على لحمها الممزق وخلال مرضها توفي والدها ثم والدتها في وقت لاحق وبالرغم من كل هذا كانت سيرافينا تشكر الرب كثيراً متذكرة صورة يسوع المصلوب الذي صُلب لأجلها وحمل خطايا العالم على كتفيه وكانت تصلي بحرارة متضرعة للرب أن يثبتها في جهادها الروحي وكان هذا الإيمان القوي مثالاً يحتذى به من جميع سكان مدينتها وكان يأتي إليها زوار كثيرين ليروا تلك القديسة التي كانت تشكر الرب على نعمه ورحمته بالرغم من أن المرض ينهش جسدها الصغير ...
وفي يوم 4 مارس عام 1253م أي بعد خمس سنوات من الآلام والمرض وبينما كانت الممرضتان بيلديا وبونافينتورا يقومن بتمريضها وينتظرون نياحتها من وقت إلى آخر ظهر القديس العظيم البابا غريغوريوس الأول بنور عظيم مُعلِماً إياها بموعد نياحتها بعد ثمانية أيام فتعزت سيرافينا كثيراً بهذه الرؤيا لأنها أخيراً ستلقى وجه الرب الحبيب الذي طالما اشتاقت لرؤيته وفي 12 مارس من نفس العام تنيحت القديسة سيرافينا العذراء عن عمر يناهز خمسة عشر سنة فقط ... ومن معجزاتها العجيبة أن بعد نياحتها وجدوا أن إخراج جسدها من الطاولة الخشبية عمل مقزز لن يقوى عليه أحد نتيجة تقرح الجروح ولما دخلوا غرفتها وجدوا الغرفة منيرة ورائحة ورود عطرة تخرج من جسدها الذي كان أبيضاً سليماً ولا أثر لجروحها فأخذوا جسدها ودفنوه باحترام شديد وكان جسدها يصنع العديد من المعجزات وكان الزوار يأتون إلى مقبرتها من كل حدب وصوب لنوال بركتها وبعد سنوات قليلة من نياحتها وفي عيدها اعترض حطاباً طريق الزوار ومنعهم من نوال بركة القديسة وفي يوم وأثناء عمله بتقطيع الأخشاب سقطت بلطته على ساقه فكسرتها فصرخ من الألم طالباً السماح والغفران من القديسة فاستمعت القديسة لصراخه وأعادت له قدمه مرة أخرى ...
وتعيد لها كنيسة الروم الكاثوليك في 12 مارس من كل عام .
بركة صلواتها وشفاعتها فلتكون مع جميعنا ولربنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد . آمين .