كثيرا ما تقال كلمة (أخطأت) من قلب منسحق صادق، فتدل على التوبة، وتنال المغفرة من الله..
مثال ذلك الابن الضال، حينما قال لأبيه "أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقا ـن أدعى لك ابناً" (لو 15: 18)، فنال المغفرة، وذبح له العجل المسمن.
ومن أمثلة ذلك أيضاً، قول داود في المزمور الخمسين " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت". ونحن نكرر هذه العبارة في كل صلاة من صلوات اليوم السبع.
على أن هناك مناسبات أخرى، قيلت فيها عبارة أخطأت، ولم تدل على توبة ولم يقبلها الله..!
لقد كرر فرعون هذه العبارة بلون السياسة، أكثر من مرة خوفاً، لكي يرفع عنه الرب العقوبة. وما أن ترتفع الضربة عنه، حتى يرجع إلى قسوة قلبه كما كان!!
في ضربة البرد، دعا فرعون موسى وهارون وقال لهما "أخطأت هذه المرة. الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار. صليا إلى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد فأطلقكم" (خر 9: 37)، ولما رفعت الضربة رجع إلى قساوته.
وفى ضربة الجراد قال لهما "أخطأت إلى الرب إلهكما وإليكم. والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط. وصليا إلى الرب إلهكما ليرفع عنى هذا الموت.." (خر 10: 16).
كثيرون كفرعون يقولون (أخطأت) ويرجعون كرجوعه.
بلعام، الذي تحدث الكتاب عن ضلالته، قال لملاك الرب: "أخطأت" (عد 22: 34). وعاد وخالف..
وشاول الملك قال لصموئيل (أخطأت)، وكررها مرتين، لا عن توبة، وإنما لكي يكرمه النبي أمام الشعب (1 صم 15: 24، 30) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وهلك شاول ورفضه الرب.
وعخان ابن كرمي قال ليشوع "أخطأت إلى الرب.." (يش 7: 20) وهلك عخان، مثلما هلك بلعام من قبل، ومثلما هلك شاول الملك من بعد، على الرغم من عبارة (أخطأت).
شمعي بن جيرا أيضاً قال لداود عبارة "أخطأت" (2 صم 19: 20) ولعله قالها بنوع من الخوف ومن التملق، ولمتقبل منه، وهلك شمعي بن جيرا.
وماذا أقول؟ إن يهوذا الخائن نفسه قال (أخطأت).
قالها في يأس لرؤساء الكهنة والشيوخ، بعد فوات الفرصة " أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4). ثم مضى وخنق نفسه، وهلك يهوذا بعد قوله (أخطأت