يقول المعترض :
كيف للإنسان إن يتصارع مع الله ويغلبه؟!
وللرد نقول:
نرجع إلى الآيات في الكتاب المقدس
ففى "تك 32: 24 ـ 30"
24- فبقي يعقوب وحده و صارعه إنسان حتى طلوع الفجر.
25- و لما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه.
26- و قال أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال لا أطلقك إن لم تباركني.
27- فقال له ما اسمك فقال يعقوب.
28- فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله و الناس و قدرت.
29- و سال يعقوب و قال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي و باركه هناك.
30- فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لأني نظرت الله وجها لوجه و نجيت نفسي.
السؤال المطروح هنا :
ما هي طبيعة الصراع بين الله ويعقوب ؟
هو ليس صراع مثل المصارعة الحرة0
طبيعة الصراع هنا عندما ظهر الله ليعقوب لم يكن يعرف يعقوب أنة الله0
وعندما عرف يعقوب أنة الرب تمسك بة0وقال اطلقنى فرد وقال لا أطلقك إن لم تباركني 0 فطبيعة الصراع تمسك يعقوب بمراحم الرب
اما عن قول يعقوب انة غلب 0 فكيف غلب وهو خارج من الصراع و هو يخمع على فخذه.
فماذا عن تعبير انه لم يقدر عليه؟
كيف إن الله لا يقدر؟
نعم إن الله لا يقدر" " إن يترك إنسان يجاهد ويتضرع ويتركه بدون استجابة لصلواته إن لم يباركه ""
ليس معنى لا يقدر اى استحالة على الله ولكن محبة الله ورحمته وعدله هي التي تمنع الله إن يترك المصلى الذي يجاهد فى صلاته دون ان يباركه ""
للتوضيح أكثر:
يقول الوحي الالهى للنفس الإنسانية المتضرعة المجاهدة فى الصلاة الباكية "حولي عني عينيك فأنهما قد غلبتاني "(نش 6 : 5)
فكيف تغلب العينين الله ؟ نقول لو جاز التعبير أنى بتغلب بهذه الدموع لأني اله رحيم وعادل أسامح واغفر لمن يجاهد ويطلب في الصلاة
اذا لماذا ضرب الله حق فخذه؟!
الله كان يريد إن يعطى يعقوب بركة0 ولكن يعقوب معتز بقوته الجسدية0
الدليل على قوته الجسدية الحجر الذي كان على البئر كانت تجتمع كل الرعاة لكي يرفعوه عن البئر لكي تشرب الغنم 0زاحه يعقوب وحدة وسقى غنم خالة0
و موسى النبي الذي كان يفتكر أنة بقوته يقدر إن يخرج بني إسرائيل من مصر فضرب المصري فمات 0
لكن الله يقول (لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود) (زك 4 : 6) ليكون الفضل كله لله وتعرف الشعوب إن هذا عمل الله وليس لاى شخص دخل فيه 0
وعلى هذا المنوال للجميع يجب إن نتخلى عن اى قوة مادية ( مال ـ جمال ـ ذكاء ـ سلطة ـ قوة جسدية)0 اى قوة نعتمد عليها لكي يعمل الله فينا وبنا 0
أراد الله إن يهذب يعقوب لكي يعرف ويعترف يعقوب بفضل الله في كل عمل سوف يأتي بعد هذا الحدث0 لذلك ضرب الله يعقوب في مركز قوته0
فلما رأى الله أنة لا يقدر علية إلا إن يباركه ضرب يعقوب على حق فخذه0
السؤال المطروح هنا :
إنسان يريد بركة اكتشف إن الذي يقف إمامة هو الذي يباركه وفى يده كل شي
هل يصارعه بمعنى المصارعة الحرة ؟ ام طبيعة الصراع مختلفة؟
الآية ترد على هذا الكلام وتوضح طبيعة الصراع " قال أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال لا أطلقك إن لم تباركني."
يعقوب اكتشف إن الذي إمامة هو الله وكان يريد يأخذ بركة من الله0
فهل من المعقول إن يتصارع معه وهو يرجو منة بركة0 حسب المفهوم المغلوط الذي تريدون إن تروجوه 0 أم تكون طبيعة الصراع مختلفة عن فهمكم وثقافتكم !
يوضح الكتاب المقدس بعض من هذه المصارعات
فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات (اف 6 : 12)
فكيف تكون مصارعتنا مع أجناد الشر الروحية؟ حسب المفهوم المغلوط الذي لكم
حتى في حياتنا الروحية نسميها صراع روحي
وعن الآية
" لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله و الناس و قدرت"
يقول المعترض:
فى هذا النص يقول صراحة انك جاهدت مع الله والناس وقدرت0
للرد نقول:
جاهد مع الله لنوال البركة
0اما عن كلمة وقدرت اى حصل على البركة التي كان يريدها 0
لان اى إنسان يدخل اى صراع من اى نوع ويخرج منتصر فيكون انتصاره هو الحصول على ما أراد من هذا الصراع0
من اجل هذا قيل عن يعقوب أنة انتصر لأنة اخذ البركة التي كان يريدها من الصراع0
فإذا كان مفهومكم لطبيعة الصراع مثل المصارعة الحرة
فكيف يكون يعقوب خرج من الصرع وهو منتصر مع العلم أنة كأنة يخمع على فخذه ؟!
اذا يعقوب وهو الذي قدر وانتصر وغلب الأنة حصل على البركة التي كان يريدها0 فانتصر حينما قدم جهادا روحيا في الصلاة والطلبة والتضرع والبكاء والتمسك بمراحم الله لنوال البركة
أما عن الجهاد مع الناس : فكان مع أخيه يعقوب من البطن وخالة لأبان
خرج أخوه و يده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب و كان اسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما (تك 25 : 26)
قال لأبان ليعقوب ألانك أخي تخدمني مجانا اخبرني ما أجرتك (تك 29 : 15)
ونقول نقطة مهمة جدا للجميع الكتاب المقدس يفسر نفسه بنفسه
كيف يفسر الكتاب المقدس مصارعة يعقوب مع الله؟
"هو 12 :3ـ 4"
3- في البطن قبض بعقب أخيه و بقوته جاهد مع الله.
4- جاهد مع الملاك و غلب بكى و استرحمه وجده في بيت ايل و هناك تكلم معنا.
هنا الوحي الالهى يفسر طبيعة الصراع انة جاهد مع الملاك0 وماذا يقول أيضا وغلب وبكى واسترحم كيف يكون غلب وهو يبكى ويسترحم هذا هو كتابنا المقدس0
غلب يعقوب بالبكاء والاستراحم وبالصلاة والجهاد والتمسك بمراحم الله لكي يأخذ البركة
من القران
هل ذكر القران اى شى عن هذا الموضوع؟
هل فسر الصحابة نص من القران يشير إلى هذا الموضوع؟
نعم جاء تفسير الصحابة لنص في القران ليشر إلى هذه القصة مع إن النص لا يشير إلى القصة من قريب أو بعيد الدليل هو
سورة ال عمران93 " كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "
تفسير القرطبي:
وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي: أقبل يعقوب عليه السلام من حران يريد بيت المقدس حين هرب من أخيه عيصو، وكان رجلا بطشا قويا، فلقيه ملك فظن يعقوب أنه لص فعالجه أن يصرعه، فغمز الملك فخذ يعقوب عليه السلام، ثم صعد الملك إلى السماء ويعقوب ينظر إليه فهاج عليه عرق النسا، ولقي منذلك بلاء شديدا، فكان لا ينام الليل من الوجع ويبيت وله زُقاء أي صياح،
هذا هو الصحابي ابن عباس الملقب بالحبر والبحر لسعة اطلاعه ذكر نفس القصة المأخوذة من التوراة كما اخذ الإسلام الكثير من الكتاب المقدس
ونحن هنا لا نستشهد بصحة الكتاب المقدس من الإسلام0 ولكن لكي نُعرف المسلم دينه الذي لا يعرفه0 لذلك على كل مسلم قبل إن يتكلم عن اى شي في المسيحية يجب إن يعرف دينه جيدا حتى لا يظهر بمظهر الجاهل
أما عن الأمر المضحك المبكى هو علاج عرق النسا كما وصفة محمد
تفسير القرطبي
الرابعة : -ترجم ابن ماجة في سننه "دواء عرق النسا" حدثنا هشام بن عمار وراشد بن سعيد الرملي قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا هشام بن حسان حدثنا أنس بن سيرين أنه سمع أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء" . وأخرجه الثعلبي في تفسيره أيضا من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرق النسا: "تؤخذ ألية كبش عربي لا صغير ولا كبير فتقطع صغارا فتخرج إهالته فتقسم ثلاثة أقسام في كل يوم على ريق النفس ثلثا" قال أنس: فوصفته لأكثر من مائة فبرأ بإذن الله تعالى. شعبة: حدثني شيخ في زمن الحجاج بن يوسف في عرق النسا: أقسم لك بالله الأعلى لئن لم تنته لأكوينك بنار أو لأحلقنك بموسى. قال شعبة: قد جربته، تقوله، وتمسح على ذلك الموضع.
وأخيرا نهمس فى إذن كل ما يريد ان يشكك في الكتاب المقدس ونقول له احذر 0 لا تقترب الى ههنا اخلع حذائك من رجليك لان الموضع الذي أنت واقف عليه ارض مقدسة (خر 3 : 5)
أنت تقف إمام كلمة الله الحية لذلك اخلع من راسك وعن فكرك كل مفهوم أخذته من الشيطان لكي تقدر إن تقترب من كلمة الله الحية ولا تحترق 0 واطلب من الله إن يعطيك تفسير لكل ما يعسر عليك فهمة0 فتجد لنفسك الحياة الأبدية وتنال البركة كما حصل عليها أبونا يعقوب